27-02-2010, 01:49 AM
|
رقم المشاركة :[1]
|
معلومات العضو
|
رحمة الله عليها كاتبة "النسابون العرب"
|
علم الدولة : 
|
التوبة و حقيقتها
قال رجال السلوك : التوبة أول منزلة من منازل السالكين ، و أول مقام من مقامات الطالبين . و هى فى لغة الغرب : الرجوع ، يقال تاب ، أى : رجع فالتوبة : الرجوع عما كان مذموما فى الشرع الى ما هو محمود فيه . و أجمع العلماء على أن التوبة واجبة من كل ذنب ، فان كانت معصية بين العبد و بين الله تعالى ، فلا تتعلق بحق آدمى ، فلها شروط ثلاثة : 1 ـ أن يقلع عن المعصية 2 ــ أن يندم على فعلها 3 ـ أن يعزم على ألا يعود اليها أبدا . فان كانت معصية تتعلق بحق آدمى فشروطها أربعة ، هذه الثلاثة المتقدمة و الرابع : أن يبرأ من حق صاحبها . فان كان مالا أو نحوه رده اليه ، و ان كان غيبة استحله منها ، و ان كان حد قذف ، أو نحوه مكنه من القصاص ، أو طلب عفوه . و التوبة واجبة على الفور من جميع الذنوب ، فان تاب من بعضها صحت توبته مما تاب منه ، و بقى عليه ما لم يتب منه . و قال ذو النون المصرى : توبة العامة من الذنوب ، و توبة الخاصة من الغفلة عن ذكر الله ، و توبة الأنبياء من رؤية الأكوان . و على هذا يفسر قوله صلى الله عليه و سلم : ( فانى أتوب الى الله كل يوم مائة مرة ) . و هل ينسى التائب ذنوبه التى تاب عنها ؟ أو يذكرها ليندم عليها ؟ القول الحق نعم ينسى لأن من شروط التوبة العمل الصالح ، و ذكر الذنب ربما عطل عن العمل اذا أصيب التائب بالكآبة من أجله ، و يخطىء البعض فيذكرون ما كان منهم من الذنب على سبيل التسلية ، و هو خطأ فاحش ، و حنين الى تلك الذنوب فى الحقيقة . و التوبة النصوح لا يبقى على صاحبها أثر من المعصية لا سرا و لا جهرا ، و التوبة يجب أن تعم الجوارح كلها ، و يقول ذو النون المصرى عن التوبة النصوح : انها ادمان البكاء على ما سلف من الذنوب ، و الخوف من الرجوع الى الذنب ، و هجران قرناء السوء ، و ملازمة أهل الحياء . و نحن نقول : أن النسيان و الأعمال الصالحة فيها كل خير اذا صلح القلب .
|
|
|
|